تعد مجموعة بريكس (BRICS) من أبرز التكتلات الدولية التي اكتسبت تأثيرًا متناميًا في الساحة الدولية خلال العقد الماضي، تمثل هذه المجموعة تجمعًا لخمس دول كبرى هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، والتي تتمتع بتنوع اقتصادي وثقافي وجيوسياسي يميزها عن بقية دول العالم، إن انضمام دولة إلى مجموعة بريكس يعتبر خطوة استراتيجية تحمل معها مجموعة من الشروط والمتطلبات التي يجب توافرها لضمان استفادة الدولة الجديدة وتسهيل دورها داخل هذا الإطار الجيوسياسي المتميز.
شروط الانضمام إلى مجموعة بريكس BRICS
تمثل الخطوة الأولى نحو الانضمام إلى مجموعة بريكس تحقيق الدول الراغبة في الانضمام لمجموعة الشروط المطلوبة.
يقوم أعضاء مجموعة بريكس بتقديم طلبات الانضمام للدول المهتمة، ويتطلب هذا الطلب توافر تأكيد على الشروط التالية:
الاستقرار السياسي:
يعد الاستقرار السياسي أحد العوامل الرئيسية في تقديم الدولة المرشحة للاستمرارية والتأثير داخل مجموعة بريكس. يجب أن يتمتع البلد المتقدم بنظام سياسي مستقر وقوي، قادر على تحقيق التعاون الدولي والمشاركة الفعالة في قضايا السياسة الدولية.
القدرة على النمو السريع:
تُعدُّ القدرة على تحقيق نمو اقتصادي سريع ومستدام مطلبًا أساسيًا للدول المتقدمة للانضمام إلى مجموعة بريكس. يجب أن يتوفر لديها خطط واستراتيجيات تسمح بتعزيز قطاعات الاقتصاد المختلفة وتعزيز فرص الاستثمار وخلق فرص العمل.
توافر موقع استراتيجي للتجارة الدولية:
يجب أن تكون الدولة المرشحة للانضمام لها موقع جغرافي استراتيجي يسهم في تيسير التجارة الدولية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين أعضاء مجموعة بريكس وشركاءها.
علاقات ثنائية مع دول تجمع بريكس:
تُعدُّ العلاقات الثنائية القوية مع الدول الأعضاء الحالية في مجموعة بريكس أمرًا مهمًا. يجب أن تكون لدى الدولة المرشحة علاقات دبلوماسية واقتصادية إيجابية مع هذه الدول، مما يسهم في تعزيز تنسيق الجهود وتحقيق أهداف المجموعة.
اقتصاد الدولة اقتصاد رئيس في منطقته:
تُعدُّ القوة الاقتصادية للدولة معيارًا هامًا للنظر في طلب الانضمام. يجب أن يكون اقتصاد الدولة الطالبة للانضمام قويًا ورئيسيًا في منطقتها، ما يعكس قدرتها على المشاركة بفعالية في التعاون الاقتصادي والتنمية داخل مجموعة بريكس.
باختصار، تعكف مجموعة بريكس على ضم الدول الجديدة إلى صفوفها وفقًا لمجموعة من الشروط التي تعكس التوجهات السياسية والاقتصادية والجيوسياسية للمجموعة. تلك الشروط تسعى لتعزيز تنمية وتعاون الدول الأعضاء وتحقيق تأثير إيجابي على الساحة الدولية.
فوائد الانضمام لمجموعة بريكس
تنافس الدول الساعية للانضمام إلى مجموعة بريكس من أجل استحقاق الفوائد الجاذبة المتصلة بالعضوية، وقد تعززت هذه الجذبية خلال قمة بريكس 2023 التي تلقت اهتمامًا دوليًا وإقليميًا بفضل التلميحات إلى التوسع في صفوف المجموعة واحتمالية انضمام دول جديدة، ومن بين الفوائد الرئيسية للانضمام تبرز:
تشكيل قوى دولية: تجمع مجموعة بريكس بين أقوى الاقتصادات العالمية، مما يمنح الدول الأعضاء تأثيرًا ملحوظًا على الساحة الدولية والقدرة على التأثير في صياغة القرارات العالمية.
نصيب من الاقتصاد العالمي: تمثل الدول الأعضاء في مجموعة بريكس نسبة 23% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مما يمنحها وضعًا اقتصاديًا قويًا يسهم في تعزيز تنميتها المستدامة.
تمثيل سكاني كبير: تمثل الدول الأعضاء 42% من سكان العالم، مما يجعل المجموعة ممثلة لتوجهات واهتمامات شرائح سكانية واسعة النطاق.
دعم اقتصادي: تتيح عضوية بريكس إمكانية الحصول على دعم اقتصادي لمواجهة التحديات المالية وسداد الديون، وتخفيف تداعيات الصعوبات الاقتصادية.
حجم اقتصادي ضخم: يصل حجم الاقتصادات الأعضاء في بريكس إلى حوالي 44 تريليون دولار، مما يعزز من قوتها الاقتصادية وتأثيرها العالمي.
قوة تنافسية تجارية: يساهم انضمام الدول إلى مجموعة بريكس في بناء قوة تنافسية تجارية قائمة على التعاون والتبادل بعيدًا عن الهيمنة الأحادية للدولار.
جذب استثمارات: تعتبر العضوية في بريكس عاملًا جذابًا لاستقطاب استثمارات ضخمة، حيث يُعَزِّز انتماء الدولة للمجموعة من فرص التعاون والاستفادة من الشبكات الاقتصادية.
التحكم في التجارة العالمية: تسيطر مجموعة بريكس على 17% من حجم التجارة العالمية، مما يعزز من قوتها في توجيه مجريات التجارة وفقًا لمصالحها.
مساحة جغرافية واسعة: تمتلك الدول الأعضاء مجتمعة مساحة تمثل 27% من مساحة اليابسة العالمية، وهو ما يعزز من تأثيرها الجغرافي والاستراتيجي.
تعزز مجموعة بريكس من تمثيل وتأثير الدول الأعضاء على الساحة العالمية، وتمنحهم فرصًا لتحقيق تنمية مستدامة وتعزيز قوتهم الاقتصادية والسياسية.